كأهل، بالطبع سمعتم أحد يوماً يشجّعكم على تعليم طفلكم لغة جديدة في عمر مبكر. كما وأنّكم قد سمعتم عن قدرة الطفل على استيعاب لغة جديدة في عمر مبكر بسهولة مذهلة.
لماذا يسهل على الصغار أن يتعلّموا لغة جديدة أكثر من الكبار؟
يشرح الخبراء السهولة التي يتعلّمون بها الأولاد لغة جديدة على الشكل التالي:
يتكوّن الدماغ من مناطق مختلفة تتحكّم كل منها بوظيفة محددة من حياتنا. تعتبر بعض تلك الوظائف تلقائية، مثل تنظيف أسناننا وتوقيع إسمنا وقيادة سيارتنا، وغيرها. إننا لا نفكّر في الواقع عندما نقوم بتلك الأعمال بل نقوم بها تلقائياً. عندما يتعلّم الطفل لغة جديدة إنّه يستعمل هذه المنطقة من دماغه، وهي تعرف بالمنطقة الحركية. أمّا عندما يتعلّم الكبار لغة ثانية أو ثالثة فدماغهم يعمل بشكل مختلف. إنّ المنطقة الحركية تعمل على أكمل وجه خلال سنوات الطفولة المبكرة ويبطأ عملها عند بلوغ عمر ال18. لذلك، عندما يريد الكبار أن يركّبوا جملة في لغة جديدة، يفكّرون بها أوّلاً بلغتهم الأم ومن ثم يترجمونها الى اللغة الثانية، الأمر الذي لا يقوم به الأولاد الذين يفكّرون تلقائياً باللغة الجديدة.
بالإضافة الى ذلك، هناك بعض التفاصيل الأخرى التي تسهّل تعلّم لغات جديدة للأولاد الصغار:
يتعلّم الولد لغة جديدة من دون أن يتأثّر بلهجة لغته الأم.
يتعلّم بسهولة القدرات الشفهية.
يفرح عندما يختبر لغة وكلمات جديدة.
يرتاح وهو يتمرّن على تكلّم اللغة مع الآخرين.
ما هي منافع تعلّم لغة جديدة للأولاد؟
كأهل قد تظنّون أنّ طفلكم لا يستفيد بأي شيء إذا تعلّم لغة جديدة. ولكن حقيقة هناك منافع كثيرة لتعلّم لغة جديدة:
يوسّع تعلّم لغة جديدة آفاق الطفل ونظرته تجاه العالم.
عندما يتعلّم الطفل لغة جديدة إنّه يستطيع أن يتكلّم ويقرأ ويكتب ويستمع ويفكّر بطريقة مختلفة.
يسمح تعلّم لغة جديدة للطفل أن يكتشف ويقدّر ثروة المعرفة التي تتكوّن منها كل لغة وثقافتها.
تكبر فرصه المهنية عندما يتقن لغات غير لغته الأم.
يزيد تعلّم لغة جديدة ثقة الطفل بنفسه واحترامه لنفسه وقدرته على قبول الآخر.
أخيراً وليس آخراً عليك أن تعرفي أنّ تعلّم لغة جديدة هو بمثابة تعهّد، فهو ليس أمر سهل ولن يحصل بين ليلة وأخرى، بل يتطلّب وقتاً كثيراً وصبراً كبيراً. كلّما بدأ الطفل أن يتعلّم اللغة مبكراً كلّما كان الأمر أسهل عليه!
Comments