1. من هي الجمعية اللبنانية للأطفال الموهوبين؟
تأسّست الجمعية اللبنانية للأطفال الموهوبين في أيار/مايو 2011 سعياً الى مساعدة الأهل على التعاطي مع أولادهم الموهوبين ومساعدة الإختصاصيين في مجتمعنا على تمييز هؤلاء الأولاد عن غيرهم والتعامل معهم بالطريقة المناسبة. في الجمعية اللبنانية للأطفال الموهوبين نعمل على تعليم الأهل والإختصاصيين وكان أحد مشاريعنا تنظيم مؤتمر في 12 و13 أيار/مايو 2012 بالتعاون مع إختصاصيين من فرنسا. استهدف هذا المؤتمر المدارس والمعلمات والأهل وخبراء في علم النفس والنطق وغيرهم، وسلّط الضوء على الأولاد الموهوبين وعلى المشاكل التي يعانون منها والحلول الممكنة.
2. من هم الأولاد الموهوبون؟
يختلف الأولاد الموهوبون عن باقي الأولاد. هذا لا يعني أنّ ذكاءهم يفوق ذكاء الآخرين، بل هو يختلف عن ذكاء الآخرين. تتراوح نسبة الذكاء عند الأولاد عادة بين 90 و125، أمّا نسبة ذكاء الأولاد الموهوبين فتتخطّى 130. ينمو هؤلاء الأولاد بسرعة أكبر من الأولاد الآخرين. يجب أن نعرف أنّنا لا نستطيع أن نصنع من أي طفل طفلاً موهوباً، فهؤلاء الأولاد موهوبون منذ ولادتهم.
3. كيف يمكن للأهل أو المعلّمات أن يميّزون الطفل الموهوب عن غيره؟
الطفل الموهوب ليس دائماً الطفل البارع في صفّه! صحيح أنّ الأولاد الموهوبون يستوعبون المواد المدرسية أسرع من غيرهم ولكن يجب أن تعرفي أنّ هؤلاء الأولاد يصلون أحياناً الى الرسوب! يشعرون بالملل بسرعة بما أنّهم يفهمون الدرس وينهون التمارين أسرع من زملائهم. يدفعهم الشعور بالملل الى التحدّث مع أصدقائهم والى اللهو فتتشتت أفكارهم. هنا يأتي دور المعلّمة التي يجب أن تميّز هذا الولد عن غيره وتكتشف مع أهله أنّه موهوب. يجب في هذه المرحلة أن يقوم الولد بإختبار نسبة الذكاء وإنّي أشدّد هنا أنّ هذا الإختبار يمكن أن يجريه فقط إختصاصي في علم النفس.
4. كيف يجب أن تتعامل المعلّمات مع الأولاد الموهوبين؟
أوّلاً يجب على المعلّمة أن تميّز التلميذ الموهوب عن باقي التلاميذ. كما عليها أن تقوم بمجهود أكبر لتحافظ على حماس التلميذ بما أنّه إذا فقد حماسه سوف يهمل دروسه ويبدأ أن يكره المدرسة.
5. كيف يجب على الأهل أن يتعاملوا مع الأولاد الموهوبين؟
الأمر الأهم للأهل هو أن يفهموا أولادهم ويفهموا أنّهم يختلفون عن باقي الأولاد ويحتاجون الى تعاط مختلف!
6. ما هي المشاكل التي يواجهها الأولاد الموهوبون في المجتمع؟
أوّلاً يجب أن نعرف أنّه ليس كل الأولاد الموهوبون يعانون من مشاكل في حياتهم. 50% من هؤلاء الأولاد يتفوّقون في مدرستهم ويبرعون في مجتمعهم ولا يعانون من أي مشاكل. ولكن مع الأسف النصف الثاني من الأولاد الموهوبين يواجهون مشاكل كبيرة في حياتهم، وقد تبدأ تلك المشاكل من الحضانة! قد يختبر الطفل الموهوب خيبة كبيرة في الحضانة حيث سيجعلونه يغنّي ويرقص ويلعب طوال النهار فيما هو يحتاج الى أن يتعلّم أمور أهم بكثير. تتفاقم مشاكل هذا الولد أكثر فأكثر في المرحلة المدرسية حيث سيختبر مللاً كبيراً! وبالإضافة الى ذلك، لن يتقبّل الأولاد الآخرون هذا الولد الموهوب لأنّه مختلف عنهم. والأمر الأخطر هو أنّ المعلّمات بدورهنّ لا يتقبّلن هؤلاء الأولاد ولا يفهمنهم! لا تعرف المعلّمات أنّ هؤلاء الأولاد حساسون جدًّا لا يجب أن يعاملوا مثل باقي الأولاد. وأحياناً لا تتقبّل المعلّمة أن يحل التلميذ تمرين بسرعة أكثر منها! أمّا التلميذ الموهوب فلن يحتمل الظلم أبداً.
7. هل لدينا في لبنان مدارس تأخذ بعين الإعتبار الأولاد الموهوبين؟
للأسف كلا! تمزج الكثير من المدارس والمعلمات بين الأولاد الموهوبين والأولاد ذوي النشاط الزائد والأولاد الذين يعانون من التوحد أو من عسر القراءة. صحيح أن 30% من الأولاد ذوي النشاط الزائد و30% من الأولاد الذين يعانون من التوحد و30% من الأولاد الذين يعانون من عسر القراءة، هم أولاد موهوبون، ولكن هذا لا يعني أنّه علينا أن نمزج بين هذه التشخيصات! فالمزج بينها أمر خطير ومن الضروري إجراء إختبار نسبة الذكاء لتحديد التشخيص الصحيح.
8. هل تعتبرين أنّ الأولاد الموهوبين الذين يتبعون برنامجاً مميّزاً في البيت سيعانون من مشاكل إجتماعية؟ (قلة أصدقاء، غياب خبرة المدرسة، إلخ)
إبنتي من الأولاد الموهوبين وهي الآن تتبع برنامجاً مدرسياً في البيت، ولكن حتى إذا كنت مقتنعة تمام الإقتناع أنّه القرار الأنسب لابنتي، إنني أعترف أنّ هذه الطريقة في التعليم لها تأثيرات سلبية منها غياب خبرة المدرسة وأصدقاء المدرسة. للأسف إنّ هذه الطريقة هي أحياناً الحل الوحيد أمام أهل الأولاد الموهوبين.
9. ليس من الأفضل أن يكون هناك مجمع مركز لهؤلاء الأولاد يعطيهم الفرصة على التفاعل مع بعضهم البعض؟
طبعاً! هذا هو الحل الأفضل للأولاد الموهوين وإنّ أحد طموحاتنا في الجمعية اللبنانية للأطفال الموهوبين هو بناء هذا المركز وتأمين أساتذة وإختصاصيين له.
10. كم هو صعب إقتاع الأهل أنّ طفلهم طفل موهوب ويحتاج الى أن يتبع برنامج مميّز؟
حقيقةً، بعد أن زرت المدارس وظهرت على الإعلام، إنّ الأهل بنفسهم كانوا يتّصلون بنا ويطلبون المساعدة، بعد أن شعروا أنّ أولادهم يشبهون هؤلاء الذين تحدّثنا عنهم في محاضرتنا وفي مقابلاتنا للإعلام.
11. كيف يمكن للأهل أن يساعدوا أولادهم الموهوبين إذا كانت درجة علمهم متوسطة؟
إنّ الأمر ليس سهلاً أبداً وأعرف هذا من نفسي. مثلما سبق وقلت إنّ إبنتي هي من الأطفال الموهوبين وهي تتبع برنامجها المدرسي في البيت وأنا أساعدها فيه حتى الآن. ولكن، عندما تصل الى صفوف أعلى من المحتمل ألا أستطيع مساعدتها، وهنا تكمن ضرورة بناء مركز مخصّص لهؤلاء الأولاد.
Kommentare